كم واحداً منا تصفه هذه الكلمات؟
فلنتأدب قبل أن يؤدبنا الله
يقول ابن القيم في «مدارج السالكين» عن كون الوقوع في المعصية رحمةً في حق بعض الناس:
"فإن العبد إذا وقع في الذنب خرج من قلبه تلك الغلظة والقسوة والكيفية الغضبية التي كانت عنده لمن صدر منه ذنب، حتى لو قدر عليه لأهلكه، وربما دعا الله عليه أن يهلكه ويأخذه، غضباً منه لله وحرصاً على أن لا يُعصى. فلا يجد في قلبه رحمة للمذنبين الخاطئين، ولا يراهم إلا بعين الاحتقار والازدراء، ولا يذكرهم إلا بلسان الطعن فيهم والعيب لهم والذم. 🥀
فإذا جرت عليه المقادير وخُلِّي ونفسه، استغاث الله والتجأ اليه وتململ بين يديه تململ السليم [اللديغ] ودعاه دعاء المضطر. فتبدلت تلك الغلظة على المذنبين رقة، وتلك القساوة على الخاطئين رحمة وليناً مع قيامه بحدود الله، وتبدل دعاؤه عليهم دعاء لهم، وجعل لهم وظيفة من عمره يسأل الله أن يغفر لهم." 🌹