{اليوم يئس الذين كفروا من دينكم}
لماذا جاءت هذه الجملة معترِضة وسط الحديث عن المُحرَّمات؟!
يقول الطاهر ابن عاشور في تفسيره لهذه الآية:
"والمناسبة في هذا الاعتراض: هي أن الله لما حرم أمورا كان فعلها من جملة
دين الشرك، وهي ما أهل لغير الله به، وما ذبح على النصب، وتحريم الاستقسام
بالأزلام، وكان في كثير منها تضييق عليهم بمفارقة معتادهم، والتقليل من
أقواتهم، أعقب هذه الشدة بإيناسهم بتذكير أن هذا كله إكمال لدينهم، وإخراج
لهم من أحوال ضلال الجاهلية، وأنهم كما أُيدوا بدين عظيم سمح فيه صلاحهم،
فعليهم أن يقبلوا ما فيه من الشدة الراجعة إلى إصلاحهم: فالبعض مصلحته
راجعة إلى المنافع البدنية، والبعض مصلحته راجعة إلى الترفع عن حضيض الكفر:
وهو ما أهل به لغير الله، وما ذبح على النصب. والاستقسام بالأزلام أذكرهم
بفوزهم على من يناويهم، وبمحاسن دينهم وإكماله، فإن من إكمال الإصلاح إجراء
الشدة عند الاقتضاء. وذكروا بالنعمة، على عادة القرآن في تعقيب الشدة
باللين." انتهى