"لسنا ملائكة كما يظن بنا المحبون ولسنا شياطين كما يظن بنا الحاقدون، لسنا على أتقى قلب رجل منا ولسنا على أفجر قلب رجل منا، متفاوتون في التقوى والخلق والصبر، كما نحن متفاوتون في سبب وجودنا في أفغانستان واحتجازنا في غوانتانامو، متفاوتون في طبيعة قنطرة البلاء الذي اجتازها كل واحد منا متفاوتون في نجاحنا باجتيازها، هكذا خُلِقْنا وهكذا نكون"
"لا يستطيع القانون وحده توفير العدالة ما لم يكن الإنسان نفسه يؤمن بها، بإمكان الماكر أن يستغل القانون لترسيخ الظلم، ليصبح القانون مجرد أداة في يد الظالم"
"إن أعظم انتصار للظالم حين ينجح في التلاعب بالكلمات لقلب المفاهيم وإقناع القطيع بأن المطالبة بالحق يعتبر فتنة وهرجاً يجب تفاديه، إن القضاء على الفكرة أهم من القضاء على الفعل الناشئ عنها، إنهم يوهمون المظلوم أن دفاعه عن حقه يعد جريمة يعاقب عليها القانون، القانون الذي اقتنعت الجماهير المغفلة أنه المتحدث باسم الاخلاق والمثل والمبادئ."
"عجيبة تلك النفس البشرية ترى الأجساد متقاربة وما بين الأرواح أبعد مما بين السماء والأرض."
"ومن العجب أني رأيت من يخجل أن يحني رأسه تحت القصف ويراه من خوارم الشجاعة، وإذا به ينهار في غوانتانامو! نجاحك في اختبار تورا بورا لا يعني نجاحك في اختبار غوانتانامو، تنوع الاختبارات في الدنيا يجعلك متوجساً من نفسك فلا تحتفل بالفوز إلا حين تطأ قدماك الجنة."
"كم هو مؤلم حين تحارب الأعداء نيابة عن الأمة، فتحاربك الأمة نيابة عن الأعداء."
"لقد علمنا التاريخ أن الظلمة يرتكبون دائماً نفس الخطأ حين يظنون أن الأمر ينتهي بقتل النفس وهدم البيت، لقد غفلوا أن دموع الأطفال ستتحول غداً إلى رصاص يلاحق قاتل أبيهم، وتؤجج في نفوسهم نار الثأر، تزداد سعيراً مع الأيام ومرور الأعوام، وأن جيلاً قادماً يضع نصب عينيه آباء قُتلوا وإخواناً عُذبوا وأعراضاً اُنتهكت وأوطاناً اُحتلت لا يمكن أن يستسلم لمحتل غاشم قطع جذع الشجرة وغفل عن الجذور المختبئة تحت التراب."
"ولأن الكثير من نقائصي لم يذب إلا في تنور بلائه، والكثير من عيوبي لم أكتشفها إلا في مرآة محنته، والنفس البشرية كسبيكة الذهب لن تتخلص من شوائبها بالمسح عليها بمنديل من حرير أو بمحاضرة تدعوها إلى الصفاء، بل بدخول فرن البلاء الشديد وكير الامتحان القاسي، تتأوه وتتألم والنار تلفحها من كل جانب"
"هؤلاء الخونة الجواسيس كمن يسرق من مال جاره ويطعم اللصوص، فلا جاره يسامحه ولا اللص يثق به."
"إنه الإيمان بالله لا غير، إنها أعظم قوة في الوجود قادرة على ضبط سلوك الإنسان وفق المعايير الأخلاقية والقيم الفاضلة دون وجود رقابة بشرية عليه، لكن الإيمان يضعف واليقين بالحقيقة يتضعضع ما لم يكن هناك ما يقويه ويذكر به"
"أدركت أثر الحرب الإعلامية في توجيه الرأي العام إلى ما يريده ذوو النفوذ، وأدركت أيضا أن الغالبية الساحقة من البشر لا يفكرون بحيادية وعقلانية، بل هم مجرد آلات يؤجرون عقولهم لمن يملك لقمتهم، فالبحث المتجرد عن الحقيقة يرهق النفوس المجبولة على إيثار الراحة والتخلص من المسؤولية فتتهرب منه وتختار البقاء ضمن القطيع الذي يضمن لها حزمة العلف آخر النهار."
"إنهم القتلة الذين لا يخشون تبعات فظائعهم إنهم لا يتخفون من القانون لأنهم يرون أنفسهم القانون، إنهم لا يتملصون من أعين المتفرجين عليهم وهم يرتكبون جرائمهم التي يعرضونها للعالم كله على الهواء مباشرة، لأنهم لا يرونهم شيئاً، فالسفاح لا يستتر من نملة تنظر إليه وهو يعذب ضحاياه."
"ليسوا سواء، التعميم ينم عن نفس جهولة تنساق وراء الانفعال الأعمى الذي لا يرى المشهد إلا باللونين الأبيض والأسود، وما ذاك إلا لسوء فهم عقيدة الولاء والبراء التي ضاعت بين تمييع يرى كل قريش أبا طالب وتشديد يراهم كلهم أبا جهل، إن نصرة أبي طالب لا تلغي جرائم أبي جهل وكف عنب من (عَدَّاس) لا يلغيه كف حجر من سفهاء الطائف."
"أستطيع القول بكل ثقة من خلال التجربة الطويلة في أشد الظروف قسوة عند أقوى استخبارات وقوة عسكرية في العالم: إن أعظم استراتيجية يواجه بها الإنسان ابتلاءات الدنيا تكمن في (ثلاثية الصمود): تصحيح التصور، الاتصال بالله، الجهد البدني."
"واهم من ظن أن البشرية تُحَكِّمُ العقل في اختلاف الأفكار، هناك سدود من الكبر والغرور والتعصب تمنع من الاستماع إلى الأفكار الأخرى فضلاً عن الاقتناع بها، امتلاك القوة يجعل الحجة أكثر إقناعاً، لا لأنها اكتسبت المزيد من الأدلة بل لأن القوة هدمت سدود الكبر والغرور التي تمنع الناس من البحث عن الحقيقة بتجرد."
"الأمريكان ليس لهم صاحب، فلا يوجد في السياسة صديق دائم ولا عدو دائم إنما هي المصالح فحسب."
"حين يكون الجسد ساكناً خاملاً فإن حِمْل البلاء ينصب على الروح وحدها، فإن نشط الجسد ونصب تفرق البلاء عليهما فخفت وطأته على الروح، وهذا جربته بنفسي."
"قانون الدنيا كلما قلت لها هاتي أخذت من قلبك مقابل ما تضعه في جيبك: فازدادت في قلبك الهوة التي لا تملؤها كنوز الأرض، وتخنقك الوحشة وإن كنت محاطاً بالأصحاب، وتسيطر عليك الأحزان وإن كنت تضحك ملء الفم"
"القرآن يحابي المبتلى، ويخصه بمعاملة متوددة متحننة دون بقية الناس، إنه يحشد كل قصص العظماء الراحلين الذين تألموا فصبروا، وعانوا فثبتوا، وتوجعوا فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ثم يعرضهم جميعاً عليه، من أولهم إلى آخرهم رسلاً وأنبياء وصديقين وشهداء كلهم يواسيه ويُهون عليه ما يعانيه، أي كرامة تلك حين يقف أمام المبتلى هذا الركب العظيم والموكب المهيب ليقولوا له اصبر كما صبرنا وواصل سيرك فإن الجنة ثَمَّ؟"
"أعظم إهانة لأسرار المحبين إفشاؤها بين المتشككين."
"ينبغي أن يكون نظرنا للماضي كنظر السائق للمرآة الأمامية التي تكشف له ما يدور خلفه، فإن أطال فيها النظر غفل عن الطريق أمامه فهوى في أودية الهلاك، ومن امتنع عن النظر فيها لم يمكنه تلافي أخطاء المتهورين، والحصيف من رمق ما وراءه بمقدار ما يعينه على اجتيازه مخاطر ما يواجهه."
"كانت أمامي شاشة صغيرة توضح خط سير الطائرة عبر البلدان لمحت مؤشر الطائرة وقد تجاوز ذلك الخط الفاصل بين المغرب والجزائر، التفت سريعاً لأرى آثار ذلك الخط على أرض الواقع، فلم أر شيئاً، طبيعة الأرض في الجانب الأيسر من الخط كطبيعتها في الجانب الأيمن، الأضواء الخافتة على جانبي ذلك الخط الفاصل متماثلة ما يجمع الحراس على جانبي الخط أكثر مما يفرقهم، دينهم قبلتهم لغتهم عاداتهم تقاليدهم، بدأ مؤشر الطائرة يتجه نحو تونس ثم ليبيا ثم مصر، قبض الضيق على خناقي وأنا أرى هذا الخط الوهمي الملعون يقطع أمتنا أوصالاً"
"لقد استطاعت القوات الأمريكية أن تدمر البيوت وتدك الجبال وتهزم الجيوش وتسقط الدول، لكنها لم تستطع نزع الإيمان من قلوب أسرى عزل في زنازينهم الانفرادية !!"
"إذا أراد
اللــــه أمـــراً بـــامــرئ --- وكان ذا عقل وسمع وبصر
أصم أذنيه وأعـمـى قــلــبــه --- وسلَّ منه عقله سل الشَّعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه --- رد إليــه عــقــلـه ليعتبر
فلا تقل فيما جری کیف جری؟! --- فكل شيء بـقـضــاء وقــدر"
"والصمت
يقطعه رنین سلاسل --- عبثت بـهـن أصـابـع الـسـجـان
ما بين آونــة تــمــر وأخــتــهــا --- يرنو إلي بمقلتي شيطان
من كوة بالباب يرقب صـيـده --- ويعـــود فـي أمــن إلــى الــدوران
وعلى الجدار الصلب نافذة بها --- معنى الحياة غليظة القضبان
الليل من حــولــي هــدوء قاتل --- والذكريات تــمــور فـي وجــدانــي
ويهــدّنــي ألـمـي فـأَنـشُـد راحتي --- في بضع آيــات مــن الــقــرآن
والـنـفـس بـيـن جـوانـحـي شـفـافـة --- دب الخشوع بها فهز كياني
قد عشت أؤمن بالإله ولم أذق --- إلا أخـــيـــــراً لذة الإيــــــمــــــان"
"وإِنَّ أَوْلى الـبـرايــا أن تُواسيه --- عند السرور الذي واساك في الحزن
إنَّ الكرام إذا ما أَسْـهَـلـوا ذكــروا --- من كان يعتادهم في المنزل الخشن"