كيف نجمع بين قول الله في الحديث القدسي: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر"،
وبين قوله في الحديث القدسي الآخر: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني"؟!
﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌
قال ابن تيمية في "الصارم المسلول":
"ومما ينبغي أن يُتفطن له أن لفظ الأذى في اللغة هو لما خف أمره، وضعف أثره من الشر والمكروه... مثل قوله تعالى: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى)."
وقال ابن عثيمين في "القول المفيد":
"لا يلزم من الأذية الضرر؛ فالإنسان يتأذى بسماع القبيح أو مشاهدته، ولكنه لا يتضرر بذلك، ويتأذى بالرائحة الكريهة كالبصل والثوم ولا يتضرر بذلك. ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا). وفي الحديث القدسي: (يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ) ونفى عن نفسه أن يضره شيء، قال تعالى: (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا)، وفي الحديث القدسي:(يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي)"