سنذهب الآن في رحلة لنعرف من أين أتى القرآن الكريم؟ و من الذي ألَّفه؟
v
المحطة الأولى: هل محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ألَّف القرآن بنفسه؟
الجواب: لا. لأن:
1. الرسول صلى الله عليه وسلم كان طول حياته صادق
ولا يكذب، و الكفار يعرفون ذلك.
فلماذا لا نصدقه عندما يقول لنا أن القرآن من عند الله وليس من عنده؟
2. في القرآن آيات تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مُبَلِّغ.
مثل: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ
ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
3.في حادثة
الإفك توقف نزول الوحي لمدة شهر كامل. فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي
ألَّف القرآن لكان تحدث منذ البداية بآيات تُبَرِّئ زوجته عائشة رضي الله عنها.
4.في القرآن آيات فيها عتاب للرسول صلى الله عليه وسلم. فكيف يعاتب الرسول نفسه ويخبر كل الناس بذلك؟!
مثل: {عَفَا اللَّهُ
عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}
5.الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف تفسير بعض
الآيات حتى يخبره جبريل عليه السلام.
فكيف يقول إنسان شيئاً لا يعرف هو تفسيره؟!
مثل: (وَإِن
تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ}
6. القرآن فيه آيات تتحدث عن الغيب الماضي و الحاضر والمستقبل، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف الغيب.
فلو كان هو الذي ألَّف القرآن، فكيف عرف عن هذا الغيب؟ من أخبره؟
مثال الغيب الماضي: قصص الأنبياء و الأمم السابقة
مثال الغيب الحاضر: قصص المنافقين
مثال
الغيب المستقبل: حفظ الله للقرآن من التحريف
7. تحصل أشياء غريبة للرسول صلى الله عليه وسلم وقت نزول الوحي عليه،
مثل أن يصبح جسمه ثقيلاً جداً، يصبح وجهه أحمر، يشعر بالحرارة حتى لو كان الجو بارداً جداً، يسمع الناس عند وجهه صوتاً مثل صوت النحل.
فلو كان القرآن من عنده، كيف تحصل هذه الأشياء؟
إذاً القرآن ليس من تأليف الرسول صلى الله عليه وسلم.
v المحطة الثانية: هل درَس الرسول صلى الله عليه وسلم أخبار الأنبياء و الأمم السابقة عند مدرس، ثم ألَّف القرآن؟
الجواب: لا. لأن:
1. لا يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد
قرأ التوراة و الإنجيل بنفسه، لأنه أميّ لا يعرف القراءة ولا الكتابة.
.2لا يمكن أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد
درس تلك الأخبار و تعلمها من قومه قريش في مكة ،لأنهم في جهل و جاهلية ولا يهتمون
بالعلم.
3. لا يمكن ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد تعلم تلك الأخبار من اليهود و النصارى، لأنه قبل الهجرة لم يلتقِ بأي عالم يهودي أو نصراني إلا اثنين هما: بحيرى الراهب في الشام، و ورقة بن نوفل في مكة.
ولا يمكن أن يكون تعلم من هذين لأن:
1. وقت اللقاء بهما كان قصيراً جداً لا يمكن أن يتعلم فيه كل القصص و الأخبار التي جاءت في القرآن.
2.
في هذين اللقاءين لم يكن الرسول صلى الله عليه
وسلم وحده، بل كان معه مرة عمه أبو طالب، و مرة زوجته خديجة. فلو كان تعلم من هذين
العالمين لأخبرَنا أبو طالب و خديجة بذلك.
إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتعلم القرآن من إنسان مثله.
و إذا كان الرسول لم يؤلف القرآن من نفسه، و لم يتعلمه من إنسان مثله، إذاً يجب أن نعترف أنه كلام الله أوحاه لرسوله عن طريق ملَك هو جبريل عليه السلام.