{وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} [آل عمران 121]
"مقاعد" تدل على الجلوس والسكون، و"للقتال" تدل على الحركة.
فكيف الجمع بينهما؟!
قال الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية:
"وإنما عبر عن الأمكنة هاهنا بالمقاعد لوجهين.
الأول: وهو أنه عليه السلام
أمرهم أن يثبتوا في مقاعدهم لا ينتقلوا عنها، والقاعد في مكان لا ينتقل
عنه، فسمى تلك الأمكنة بالمقاعد تنبيها على أنهم مأمورون بأن يثبتوا فيها
ولا ينتقلوا عنها ألبتة.
والثاني: أن المقاتلين قد يقعدون في الأمكنة
المعينة إلى أن يلاقيهم العدو فيقوموا عند الحاجة إلى المحاربة فسميت تلك
الأمكنة بالمقاعد لهذا الوجه." انتهى.