اقتباسات من كتاب "المَاجَرَيَات" لـ إبراهيم السكران
"من عجائب ابن آدم أنه قد يتذمر من ضيق الوقت، وينوح من الالتزامات والانشغالات؛ ثم إذا خلا بنفسه أطعم وقته مسبعة الماجريات"
"الدراسات الإنسانية التي يقرؤها الباحث ويتفاعل مع نتائجها ورصدياتها تتفاوت دوافعه في هذا التفاعل، فتارة تجده يقتبس منها مادةً في بحوثه ويستشهد بها لا لأنها كشفت له جديدا وإنما لأنها برهنت له ظاهرة يعرفها من قبل، فهو يستفيد من هذه الدراسة ليحول الفكرة من مجرد ملاحظة شخصية إلى معطى بحثي تطمئن له النفوس، وتارة أخرى يقتبس من هذه الدراسات ويحيل إليها لا لأنها أيضًا كشفت له جديدا ؛ بل لأن الدارس استطاع صياغتها في جملة فنية اصطلاحية تمكن من تداولها كمعطى بدلا من كونها صورة عائمة في الذهن تشرق في غير وقتها وتغرب حين الحاجة لها."
"أهم درس في هذا النموذج الذي سبكه الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله هو إعادة تعريف السياسة، وتوسيع الأفق في فهمها، وأن الإصلاح السياسي لا يقتصر على الاشتغال المباشر بالجدل حولها، بل إن بث العلم وبناء الأخلاق في المجتمع أهم عوامل الإصلاح السياسي، وهذا يعني طبقا لرؤية الشيخ البشير أن المشتغلين بالتعليم وتصحيح العقيدة وبث التفسير والفقه والتزكية والوعظ والتربية ونشر الثقافة الجادّة الخ ليسوا أجانب عن الإصلاح السياسي، بل هؤلاء حسب رأي البشير - في قلب عملية الإصلاح، لأنهم يبنون الأمة، وكثير من الأغيار إنما يلوك الجدل الهامشي في الأحداث، ويظن نفسه في كابينة التأثير وهو مجرد مراقب متفرج، تعيد الضغوط العولمية صياغة مجتمعه معرفيا وقيميًا وهو مجرد معلق لا يساهم في البناء والترميم."
" حين ندقق في هذا المنظور الذي يقدمه مالك بن نبي لمرتبة الاشتغال السياسي المباشر في المشروع الإصلاحي؛ يتكشف لنا أن قطاعا كبيرا من المنغمسين في الماجَريات السياسية اليومية يتوهمون أنهم هم الحاضرون وغيرهم الغائب، وأنهم في ساحة معركة التأثير وغيرهم رضي بأن يكون مع الخوالف وأنهم هم أهل فقه الواقع وغيرهم منكفئ متقوقع، بينما بحسب منظور مالك بن نبي كل هذا وهم وذهول."
"وبعد هذه الجولات في الماجريات الشبكية والفكرية والسياسية ستبقى المسألة أولا وآخرا مسألة «توازن» ويجب أن لا نستسلم لحالة الانجراف في دوامة الماجريات بسبب تتابع كثير من الناس على ذلك.. ويجب أن تكون هناك نقطة توقف تعاد فيها الحسابات بشكل دقيق.. فبسبب هذا الغوص في الماجريات اليومية باتت أنفاس الزمان تغادر فارغة.. وجمعية القلب على الله تتبعثر.. والكتب المشتراة على حالها منذ آماد .. والإنتاج الإصلاحي قد تجمّد .. وآل الأمر إلى «كثرة الكلام وقلة العمل» .. ولا شيء أكثر حزنًا أن من يتوهم الماجرياتي أنه في قلب عملية التغيير وفقه الواقع وهو مجرد مراقب ومتفرج لا غير.."
"لاتقطعوا الفاضل من أوقاتكم في ذرع الأزقة إلا بمقدار ما تستعيدون به النشاط البدني، ولا فـيالجلوس فـي المقاهي إلا بقدر ما تدفعون به الملل والركود، ولا في قراءة الجرائد إلا بقدرما تطلعون به علـى الحوادث الكبـرى وتصلون به مجاري التاريخ، خذوا من كل ذلكبمقدار، ووفروا الوقت كله للدرس النافع والمطالعة المثمرة."
- البشير الإبراهيمي
"ابحثوا في تاريخ الاستعمار العام واستقصوا أنواع الأسلحة التي فتك بها في الشعوب، تجدوا فتكها في استعمال هذا النوع الذي يسمى «الطرق الصوفية، وإذا خفي هذا في الشرق، أولم تظهر آثاره جلية في الاستعمار الانكليزي فإن الاستعمار الفرنسي ما رَسَت قواعده في الجزائر، وفي شمال أفريقيا على العموم؛ إلا على الطرق الصوفية وبواسطتها، ولقد قال قائد عسكري فرنسي معروف، كلمة أحاطت بالمعنى من جميع أطرافه قال: «إن كسب شيخ طريقة صوفية أنفع لنا من تجهيز جيش كامل ..»"
- البشير الإبراهيمي
"السياسة التي لا تحدث الشعب عن «واجباته» وتكتفي بأن تضرب له على نغمة «حقوقه»، ليست سياسة وإنما هي «خُرافة»"
- مالك بن نبي
"لبثت في فتنة ابن الزبير تسعًا أو سبعًا، ما أَخبرت فيها بخبر، ولا استخبرت فيها عن خبر"
- مُطرِّف بن عبدالله
تعليقات
إرسال تعليق