آخر الاخبار

اقتباسات من كتاب "تلبيس إبليس" لـ ابن الجوزي

 
"إذا رأيتَ مُبتدعا في طريق، فخُذ في طريق آخَرَ، وَلَا يرفع لصاحب البدعة إلى الله عمل، ومَنْ أعانَ صاحب بدعةٍ، فَقَدْ أَعانَ عَلَى هَدْمِ الإسلام." - الفضيل بن عياض

"دخلتُ عَلَى أبي وأنا منكسر ، فَقَال لي: ما لك ؟ قلتُ: مَاتَ صديقٌ لِي. فَقَال: ماتَ عَلَى السُّنَّة؟ قلت: نعم. قال: تحزن عليه؟!" - معتمر بن سليمان

"ونهض إبليس يلبس ويزخرف ويفرق ويؤلف وإنما يصح له التلصص في ليل الجهل فلو قد طلع عَلَيْهِ صبح العلم افتضح."

"وَكَانَ عَبْدُ المُطَّلب إذا رأى ظَالِمًا لَمْ تُصِبْهُ عُقُوبَةٌ قَالَ : تالله، إِنَّ وَرَاء هَذِهِ الدَّار لدارًا يُجْزَى فيها المحسن والمسيء."

"قال أبو الوفاء بن عَقِيل لبعض أصحابه: أنا أقطع أن الصحابة ماتوا، وما عرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن، وإن رأيت طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر، فبئس ما رأيت"

"قَالَ الحَسَنُ البصري: أُنْزِلَ القرآنُ لِيُعْمَل بِهِ ، فَاتَّخذ النَّاسُ تلاوته عملًا، وتركوا العَمَلَ بِهِ."

"ويَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ الطَّبعَ لص، فإذا تركَ مَعَ أَهْل هَذَا الزَّمان، سَرقَ مِنْ طَبَائِعِهِمْ، فَصَارَ مِثْلَهُمْ، فَإِذَا نَظَرَ فِي سِيَرِ القُدَمَاء زَاحَمهُمْ، وَتَأَدَّبَ بِأَخْلَاقِهِمْ."

"وكم من ساكت عَنْ غِيبَةِ المُسلمين إِذا اغْتِيبُوا عنده، فَرِحَ قَلْبُهُ، وَهُوَ أَثم بذلكَ من ثَلَاثَةِ أَوْجِهِ :
أحدها : الفرح، فإنَّه حَصَلَ بوُجُود هَذِهِ المَعْصِيَة من المغتاب.
والثاني : لسرُوره بثلب المسلمين.
والثالث: أنه لا يُنكر."

"وقَدْ رُوِّينا عن عُمر بن عبد العزيز أنَّ غلامًا كتب له : أنَّ غلامًا كَتَبَ لَهُ: أَنَّ قَوْمًا خَانُوا في مال الله، ولا أقدر عَلَى اسْتِخْلَاص ما فِي أَيْدِيهِمْ إِلَّا أَنْ أَنَالَهُم بِعَذَابٍ، فَكَتَب إليه : لأَنْ يَلْقُوا الله بخيانتهم أحبُّ إليَّ من أَنْ أَلْقَاهُ بِدِمَائِهِمْ."

"وَاعْلَمْ أَنَّ الوَسْوسةَ فِي نِيَّةِ الصَّلاةَ سَببها خبل في العقل، وجهل بالشرع، ومعلوم أنَّ مَنْ دخل عَلَيْهِ عَالِمٌ فَقَامَ له ، وَقَالَ : نَوَيْتُ أَنْ أَنْتَصِبَ قَائِمًا لِدُخُول هَذَا العالم لأَجْلِ عِلْمِهِ، مُقْبلًا عَلَيْهِ بوجهِهِ، سُفَه فِي عَقْلِهِ، فَإِنَّ هَذَا قَدْ تُصُورٍ فِي ذهنِهِ منذ رَأَى العالم. فَقِيَامُ الإِنْسَانَ إِلَى الصَّلاة ليُؤدِّي الفرض أمر يتصوَّرُ في النفس في حالة واحدة، لا يَطُولُ زمانه؛ وإِنَّما يَطُولُ زَمانُ نَظْم هَذِهِ الأَلْفاظ، والأَلْفَاظُ لَا تَلْزِم، والوَسْوَاسِ جهل محض."

"ومن العَوَامَ مَنْ يَرْضَى عن عَقْلِ نَفْسِهِ، فَلا يُبَالِي بِمُخَالَفَةِ العلماء، فمتى خَالَفَتْ فَتْوَاهُ غَرَضَهُ، أَخَذَ يَرُدُّ عليهم، وَيَقْدَحُ فيهم.
وقد كان ابن عقيل يقول: قد عِشْتُ هَذِهِ السِّنين، فلو أَدْخَلْتُ يدي فِي صَنْعَةِ صانع لقال : أَفْسَدْتَهَا عَلَيَّ . فلو قُلْتُ : أنا رجل عالم . لقال : بارك الله لك فِي عِلْمِكَ، ليس هَذَا من شُغْلِكَ، هَذَا وَشُغْلُهُ أَمْرٌ حِسّي لو تعاطيته فَهِمْتَهُ، والذي أنا فيه من الأمور أَمْرٌ عَقْلِي، فَإِذَا أَفْتَيْتَهُ لَمْ يُقْبَلْ."

"سمع ابن عقيل الله رجلًا يقول : مَنْ أَنَا حَتَّى يُعَاقِبَنِي اللهُ؟ فقال له: أنت الذي لو أمات الله جَمِيعَ الخلائق، وَبَقِيتَ أنت لكان قَوْلُهُ تعالى: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ ﴾ [البقرة:٢١] خطابًا لك."

"وقد لبس إبليس عَلَى خَلْقٍ كَثِيرٍ من العوام، يحضرون مجالس الذِّكْرِ، وَيَبْكُونَ، وَيَكْتَفُون بذلك؛ ظَنا منهم أنَّ المَقْصُودَ الحضور والبكاء؛ لأنهم يسمعون فضل الحضور في مجالس الذكر، ولو علموا أن المقصود إنَّما هو العمل، وإذا لَمْ يَعْمَلْ بِمَا يَسْمَعُ كان زِيَادَةٌ فِي الحُجَّةِ عليه. وإنِّي لأعرف خَلْقًا يَحْضِرُون المجلس منذ سنين، وَيَبْكُونَ، وَيَخْشَعُون، ولا يَتَغَيَّرُ أَحَدُهُم عَمَّا قد اعتاده من المعاملة في الربا، والغش في البيع، والجهل بأركان الصلاة، والغيبة للمسلمين، والعقوق للوالدين. وهؤلاء قد لبس عليهم إبليس، فأراهم أن حضور المجلس والبكاء يَدْفَعُ عنه ما يُلابِسُ من الذُّنُوبِ، وأرى بعضهم أَنَّ مُجَالَسَةَ العلماء والصالحين يدفع عنهم، وَشَغَلَ آخَرِينَ بالتَّسْوِيفِ بِالتَّوْبَةِ، فَطَالَ عَلَيْهِم مطالهم، وأقام قَوْمًا منهم للتَّفَرُّج فيما يَسْمَعُونَه، وأهملوا العمل به."

أحدث أقدم