كيف الجمع بين قوله تعالى عن اليهود {لن يضروكم إلا أذى} وبين ما يفعلونه في فلسطين؟!
[من تفسير الشيخ ابن عثيمين]
{لن یضروكم إلا أذى وإن یقـٰتلوكم یولوكم ٱلأدبار ثم لا ینصرون} آل عمران:١١١
بعد أن قرر الشيخ ابن عثيمين أن هذه الآية مُحكمة باقية إلى يوم القيامة، أورد إشكالاً قد يخطر في الأذهان ونحن نرى اليوم حال اليهود في فلسطين، فقال:
"فإن قال قائل: يرد على دعواكم أن المراد الأول [أنها مُحكمة] أن اليهود يعملون بنا اليوم ما هو من أشد الأضرار، ومعلوم أن خبر الله تعالى لا يخلف، فما الجواب؟
الجواب أن نقول: الخطاب للنبي ﷺ وأصحابه، ومن كان على مثل ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه فلن يضره اليهود ولا النصارى.
أما أناس يعتقدون الدين الإسلامي دين رجعية وتخلف، ويبدلونه بغيره من القوانين الرجعية الوضعية فهؤلاء لا يكتب لهم النصر، ويضرونهم بالأذى القولي والفعلي والاقتصادي وبكل شيء، وإلا فإن كلام الله سبحانه وتعالى لا يخلف أبدا.
...وحينئذ تبقى الآية محكمة غير منسوخة، باقية إلى يوم القيامة، لكن المشروط يتوقف على الشرط، فانتفاء الضرر موقوف على وجود شرطه، وهو أن نطبق سيرة من وعدوا بهذا الوعد وهم النبي ﷺ وأصحابه." انتهى.