من آداب الضيافة في قصة إبراهيم عليه السلام مع الملائكة | ابن القيم

 

من آداب الضيافة في قصة إبراهيم عليه السلام مع الملائكة
[مختصراً من "التبيان في أقسام القرآن" لابن القيم]

 

﴿هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون﴾ [الذاريات 24-27]
 

أنه راغ إلى أهله ليجيئهم بنُزُلهم. وهذا من كرم المضيف أن يذهب في اختفاء بحيث لا يشعر به الضيف فيشق عليه ويستحي.


أنه ذهب إلى أهله فجاء بالضيافة. فدل على أن ذلك كان معداً عندهم مهيئاً للضيفان ولم يحتج أن يشتريه أو يستقرضه


قوله: (فجاء بعجل سمين) دل على خدمته للضيف بنفسه، وهذا أبلغ في إكرام الضيف.

 

❹  أنه جاء بعجل كامل، ولم يأت ببضعة منه، وهذا من تمام كرمه.
 

  أنه سمين لا هزيل، ومعلوم أن ذلك من أفخر أموالهم ومثله يتخذ للاقتناء والتربية فآثر به ضيفانه.
 

أنه قربه ولم يقربهم إليه. وهذا أبلغ في الكرامة أن يجلس الضيف ثم يقرب الطعام إليه، ولا يضع الطعام في ناحية ثم يأمر الضيف بأن يتقرب إليه.

 

قوله: (ألا تأكلون) وهذا عرض وتلطف في القول، وهو أحسن من قوله كلوا أو مدوا أيديكم.

أحدث أقدم