قال ابن القيم (بتصرف):
"وقد أجمع العارفون بالله أن التوفيق هو أَلَّا يَكِلك الله إلى نفسك والخذلان أنْ يُخلّي بينك وبينها؛ فالعبيد متقلبون بين توفيقه وخذلانه، بل العبد في السَّاعة الواحدة ينال نصيبه من هذا وهذا، فيُطيعه ويُرضيه ويَذكُره ويشكره بتوفيقه له، ثم يعصيه ويخالفه ويُسْخِطه ويغفل عنه بخذلانه له، فهو دائر بين توفيقه وخذلانه، فإن وَفَّقَه فبفضله ورحمته، وإِنْ خَذَله فبعدلِه وحكمته، وهو المحمود على هذا وهذا له أتمُّ حمدٍ وأكمله، ولم يمنع العبد شيئًا هو له، وإِنَّما منعه ما هو مجرَّدُ فضله وعطائه، وهو أعلم حيث يضعه وأين يجعله."
📚«الإكسير»