يقول الإمام ابن القيم في مدارج السالكين:
"وأكثر الناس المتبرئين
عن الكبائر الحسية والقاذورات، في كبائر مثلها أو أعظم منها أو دونها، ولا
يخطر بقلوبهم أنها ذنوب ليتوبوا منها.
فعندهم من الإزراء على أهل
الكبائر واحتقارهم، وصولة طاعاتهم عليهم، ومنتهم على الخلق بلسان الحال،
واقتضاء بواطنهم لتعظيم الخلق لهم على طاعاتهم اقتضاء لا يخفى على أحد
غيرهم، وتوابع ذلك ما هو أبغض إلى الله تعالى، وأبعد لهم عن بابه من كبائر
أولئك.
فإن تدارك الله أحدهم بقاذورة أو كبيرة يوقعه فيها ليكسر بها
نفسه، ويعرفه بها قدره، ويذله بها، ويخرج بها صولة الطاعة من قلبه، فهي
رحمة في حقه. كما أنه إذا تدارك أصحاب الكبائر بتوبة نصوح، وإقبال بقلوبهم
إليه؛ فهو رحمة في حقهم، وإلا فكلاهما على خطر."