آخر الاخبار

السائح المقيم | إبراهيم السكران

  السائح المقيم
[مختصراً عن "المغزى الرمضاني" للشيخ إبراهيم السكران]


"قد كان فيمن كان قبلنا من الأمم أقوام تشتد رغبتهم في عبادة الله، فيتقربون له بالرهبانية. وكان من أنواع هذه الرهبانية ما يسمى السياحة، وهي: أن يأخذ العابد نفسه بالتواري في الأرض؛ يمشي في البرية لغير مقصد، ويصرف نفسه عن التماس الزاد ويتوكل على الله أن يرزقه عند الحاجة.
 

🔸 هل هذا كل شيء في هذا المعنى؟
إن الله ما نهى عن شيء إلا وشرع لهذه الأمة ما هو خير منه، وهذه السياحة التي كانت فيمن كان من الأمم ويعدونها أعلى مراتب الانقطاع إلى الله شرع الله لنا بدلاً عنها وهي: عبادة الصوم.
واللطيف حقاً أن الله سماه السياحة: {التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين}، وجماهير السلف على أن السياحة هنا هي عبادة الصيام.
 

🔸 لكن ما علاقة السياحة بالصيام؟
قال الأزهري -من أئمة اللغة-: "قيل للصائم سائح؛ لأن الذي يسيح في الأرض مُتعبِّداً لا زاد معه، كان مُمسكاً عن الأكل. والصائم يُمسك عن الأكل، فلهذه المُشابهة سمي الصائم سائحاً".
فهذا ليس مجرد لقب عفوي، بل فيه تشريف، وتعظيم، وفيه تبجيل لعبادة الصيام."

أحدث أقدم