لماذا نستعظم التهاون في الصوم أكثر من التهاون في الصلاة؟! | الغزالي

 لماذا نستعظم التهاون في الصوم أكثر من التهاون في الصلاة؟!

[من كتاب "إحياء علوم الدين" للغزالي]

 

"ومما يدل على سقوط وقع الشئ عن القلب بسبب تكرره ومشاهدته، أن أكثر الناس إذا رأوا مسلماً أفطر في نهار رمضان استبعدوا ذلك منه استبعاداً يكاد يفضي الى اعتقادهم كفره. وقد يشاهدون من يخرج الصلوات عن أوقاتها ولا تنفر عن طباعهم كنفرتهم عن تأخير الصوم، مع أن صلاة واحدة يقتضى تركها الكفر عند قوم وحز الرقبة عند قوم، وترك صوم رمضان كله لا يقتضيه. ولا سبب له إلا أن الصلاة تتكرر و التساهل فيها مما يكثر، فيسقط وقعها بالمشاهدة عن القلب.

ولذلك لو لبس الفقيه ثوباً من حرير أو خاتماً من ذهب أو شرب من إناء فضة استبعدته النفوس واشتد إنكارها، وقد يشاهَد في مجلس طويل لا يتكلم إلا بما هو اغتياب للناس ولا يُستبعد منه ذلك. والغيبة أشد من الزنا* فكيف لا تكون أشد من لبس الحرير؟ ولكن كثرة سماع الغيبة ومشاهدة المغتابين أسقط وقعها عن القلوب وهون على النفس أمرها." انتهى

 -------------------

* من حديث "الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يُغفر له حتى يَغفر له صاحبه." وهو حديث حكم عليه الألباني أنه ضعيف جداً.

أحدث أقدم